النزول من البرج العاجي
سنحت لي الفرصة عن طريق الصدفة، مع قليلٍ من الجهد وشيءٍ بسيطٍ من الحظ، الشهر الماضي أن أشارك في “المؤتمر الإنساني الثالث في فينّا”؛ حيث تم اختياري من قِبَل المؤتمر عن طريق عملي في منظمة كير الإنسانية CARE International ، باعتبار المنظمة أحد الأعضاء الراعين للمؤتمر المقام سنوياً في العاصمة النمساوية، وكان المؤتمر يبحث عن متحدثين في أحد الجلسات بعنوان “وسائل الإعلام الاجتماعي: جنة أم نار؟”، ولما كانت الفكرة من هذه الجلسة تحديداً قد جاءت من كل ما يحصل في العالم العربي من كوارث إنسانية وحروب وما تلعبه وسائل الإعلام الاجتماعي من دورٍ جوهري في تغيير مسار هذه الصراعات من جهةٍ لأخرى، وإن كنت شخصياً لا أشعر بأن ما أقوم به هو عملٌ استثنائي، ولكنني كعاملٍ في حقل الإعلام والاتصال ضمن المجال الإنساني، وناشط في مجال وسائل الإعلام الاجتماعي، ومن هذه المنطقة المتأججة بالحروب والنزاعات، فإن اختيار شخصٍ مثلي كان يمثل الخيار الأنسب لإدارة المؤتمر والذين ما أن أرسلت لهم نبذةً بسيطةً عن ما أرغب بطرحه في الخمسة دقائق التي ستطرح لي للنقاش إلا ووجدتهم يتصلون بي ليطلبوا مني، علاوةً على مشاركتي التي كانت مؤكدةً مسبقاً، أن أكون المتحدث الرئيسي في الجلسة، على اعتبار أن خلفيتي المهنية والشخصية وما أود طرحه يمثل جوهر النقاش لتلك الجلسة.